تخطى إلى المحتوى

المبرقعات في حكم الإمام سركوزي

جويلية 15, 2010

لا أحب البرقع كما لا أحب الأقمصة ذات الطوق العالي كما لا أحب طعم البرتقال الهندي كما أكره كل الكره لعبة الغولف. لكن هل هذا يعطيني الحق في سجن كل المبرقعات، مقاطعة الشركات المنتجة للبولوفر ، إعدام كل من زرع أو باع ذلك البرتقال الهندي كريه المذاق ومطاردة تايجر وودس أينما حل وإرتحل؟

فرنسا سنت قانوناً يمنع إرتداء البرقع في الأماكن العامة بعد أن وافق البرلمان هناك على مشروع يجعل من إرتداء ذلك اللباس الأسود جنحةً تؤدى عليها غرامة. المشرعون الفرنسيون يبررون خطوتهم تلك بعددٍ من الحجج التافهة، لكن ما خفي كان أعظم.

ليست فرنسا وحدها من نحا هذا النحو بل بلجيكا، ألمانيا وإسبانيا تعرف نفس النزعة.

الأسباب المزعومة تلخص في خمسة أسباب يمكن بسهولة تجاوزها والبحث عن الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة المستهدفة للمسلمين.

النيو يورك تايمز الامريكية نشرت على موقعها مقالةً مثيرةً للإنتباه ل- MARTHA NUSSBAUM تفضح فيها، بهدوءٍ وموضوعية المزاعم الفرنسية، ومدى توافق المنع مع شعار “الحرية، المساواة، الأخوة” الذي تسوق له فرنسا؛ وأنا هنا استوحي من المقالة وانقل عنها بتصرف :

 فيما يخص الحجة الأولى : مستلزمات الأمن تفرض على الجميع إظار وجوههم
غير صحيح. التجربة اظهرت أن ملامح الوجه ليس هي المعايير الأنسب للتعارف على الأشخاص بل أن التكنولوجيا اليوم باتت تعتمد أكثر على التعرف على العين البشرية وبصمات اليد. ثم لنفترض جدلاً أن إظهار الوجه ضرورة، كان من الممكن جداً فرض على مرتديات البرقع حمل بطاقات التعريف التي هي أصلاً تصلح لهذا الغرض بالذات.
الحجة ضعيفة و مرفوضة.

فيما يخص الحجة الثانية: إظهار الوجه ضرورة من ضروريات العيش في المجتمع
ليس بالضرورة. ما حاجة الوجه في مجتمعات أغلب افرادها يركبون سياراتهم الفردية في عزلة تامة عن باقي المجتمع أو إن ركبوا المترو تجدهم منشغلين في كتابة رسائل نصية على ال-iPhone أويستمعون للموسيقى على ال-iPod منعزلين وراء نظاراتهم الشمسية . وماذا عن مرتدي الخودات والجراحين اللذين يرتدون القناع إلخ.
الحجة مرفوضة أيضاً .

الحجة الثالثة: البرقع رمزٌ لهيمنة الرجال
إن كان ذلك حقاً ما يشغل بال المشرع الفرنسي، فليمنع كل أنواع الجراحة التجميلية اللتي تتعاطاها النساء إستجابةً لرغبات الرجال؛ فليمنعوا أفلام ونوادي الجنس السادو-ماسوشية. لن يفعلوا ذلك طبعاً وبالتالي فهذه الحجة أيضاً مرفوضة.

الحجة الرابعة: النساء لا يخترن إرتداء البرقع وهو مفروض عليهن
بغض النظر عن إنعدام أية حجج إحصائية تثبث ذلك، ففي القانون الفرنسي ما يكفي لمحاربة الإكراه مهما كان مصدره. هذه الحجة فيها تلميح مشين مفاده أن المسلمين يتسمون بالعنف تجاه النساء وفيه أيضاً إهانة لذكاء تلك النساء و كأنهن كثلة خامدة لا رأي لها . ثم أن الدراسات لا تظهر بأي وجه من الأوجه أن النساء في المجتمع المسلم في فرنسا مضطهدات أكثر من غيرهن، بل أن غالبية العنف (وأنا من موقعي كطبيب أشاهد ذلك تكراراً في المستعجلات) يخص البيض والمدمنين على الكحول. فأي إكراه يتحدثون عنه.
الحجة مرفوضة و باطلة.

الحجة الخامسة وهي الأكثر تفاهة: البرقع مضر بالصحة
لا توجد ذرة برهان على هذه السخافة. نعلم أن أشعة الشمس قد تعرض الإنسان للإصابة بسرطان الجلد، لكن هل هذا سببٌ لمنع ال- miniskirt…؟
حجة أخرى ترمى في مزبلة التاريخ.

نفاق الطبقة السياسية هنا يكاد لا يصدق. العنصرية هي السبب الوحيد الذي يفسر هذا التصرف، ففرنسا اليوم، مريضة و منكمشة على عللها. لا يجد السياسيون من وسيلة لتبرير رواتبهم أنسب أو أرخص من وصم اقلية ضعيفة بالباطل والأكاديب و خلق مناخ من الخوف الدائم.

أريد أن ارحل من هنا.

6 تعليقات leave one →
  1. جويلية 15, 2010 9:45 ص

    عندما يفكرون في ازاحة شيء فأنهم يخلقون اي شيء حتى التفاهات كأسباب
    ع العموم
    غايتهم تبرر وسيلتهم

  2. جويلية 20, 2010 11:19 م

    السبب هو : العنصرية
    الاسلاموفوبيا
    وابعاد الفرنسيين عن مشاكلهم الحقيقية المرتبطة ببلدهم

    شكرا لفرنسا ولغيرها من الدول التي بدأت تحارب النقاب او الحجاب ، فالعديد من المسلمات وغيرهن عرفوا عن الأمر اكثر ، وارتفعت نسبة المنقبات اكثر

    حظ سعيد لك هشام حتى ترحل من هناك
    اما انا فكنت هنا
    سلامووو

  3. جويلية 24, 2010 5:20 م

    صحيح ماذكرتموه
    مستلزمات الأمن تفرض على الجميع إظار وجوههم
    غير صحيح. التجربة اظهرت أن ملامح الوجه ليس هي المعايير الأنسب للتعارف على الأشخاص بل أن التكنولوجيا اليوم باتت تعتمد أكثر على التعرف على العين البشرية وبصمات اليد.

    اصبح الحجاب او النقاب يحارب
    حتى في الدول العربية وبالخصوص السعودية
    حيث أن هنالك بعض الشركات التي تفرض على المرأه كشف الوجه

    الله يحفظنا ويحفظ امتنا الاسلاميه

  4. جويلية 25, 2010 6:12 م

    كثر الحديث عن هذه الظاهره
    حيث صرح الشيخ عائض القرني يوم أمس
    بجواز فتح الوجه في الدول التي تمنع النقاب
    وبعدها ظهرت داعيات سعوديات وحرمت السفر الى الدول التي تمنع النقاب

  5. أوت 17, 2010 11:04 ص

    لإنه إمام يستحق الإمامة.
    دوافع واهية في حق معتقد وسببها أن لا إسلام في بلد إمام الإلحاد.

  6. khaoula permalink
    فيفري 20, 2011 6:14 ص

    سبحان الله لا اخفي عنك اني انسانة كنت افتخر بجمال قدي وماكنت اافرط في تقصير وتضييق ولم اكن الاقي تلك النظرات التي الاقيها الان بعدما اقتنعت نفسي اني كنت كعارضة لانواع الملابس لاغير قررت ارتداء الحجاب وعاتبني الكثير كاني غريب من الفضاء لم ولن اكترث انا حرة في بلد حر والخوف من الاسلام وارد كل زمان الاهم هو الله وليس العبد

أضف تعليق